[العقل] هو الـمُعَوَّلُ عليه في إثبات الحقائق جملة وتفصيلاً، حتى لقد قيل: ليس لـمُعَوَّلُ في إثبات الحقيقة على معقول الشاهد، ولو قيل بذلك لبطل التوحيد ولزم التعطيل، بل الـمُعَوَّلُ على ما ثبت بالدلائل العقلية والبراهين القطعية التي لا يمكن للعقلاء دفعهما وات للنبلاء رفضهما، ولا يتطرق الشك والريب إليهما.
المنقذ من الضلال – الإمام أبو حامد الغزالي
هذا الكتاب يعتبر من أهم الكتب التي كتبت في تاريخ البشرية، وقد احتفى به المتعطشون للمعرفة في الشرق والفرب، المحب منهم للإمام أبي حامد الغزالي والمبغض له. هو رحلة الإمام الفكرية التي يقول فيها:
“وقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري غريزة وفطرة من الله وضعتا في جبلتي، لا باختياري وحيلتي، حتى انحلت عني رابطة التقليد وانكسرت علي العقائد الموروثة على قرب عهد سن الصبا.”
والمتأمل في هذا الكتاب المدرك لأبعاده الفكرية يزداد رغبة في العلم والمعرفة. فالإمام الغزالي قدوة في ترك التقليد واتباع الدليل حيث سار به، لا يحكم على مذهب بالصحة أو البطلان إلا بعد إتقانه إتقانا يشهد به أصحاب هذا المذهب. وهذا هو السبيل الذي نحتاج لإحيائه وانتهاجه في هذا الزمان.